ولد النبعة
عدد الرسائل : 69 جنسيتك : السعودية السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 26/03/2009
| موضوع: التقيت بها.. فلن ولن أستطيع نسيانها!!.. الأحد مارس 29, 2009 10:29 am | |
| لازلت أذكر ذلك اليوم.. كنت أتجول في تلك القرية الهادئة .. كان الظلام يسودها.. وبيوتها بسيطة ..وهوائها نقي...
لكن لفت نظري ذلك البيت وكأن بصيص ضوء يصدر منه .. عندما اقتربت من البيت..فإذا بي أسمع صوت امرأة تجهش بالبكاء.. حب الفضول جعلني أدخل البيت لأرى ما يحدث بداخله.... دهشت عندما رأيت امرأة وحيده قد قد ملأت الدموع عيناها.. اقتربت منها ..كأن صوت بكائها يحكي قصه أليمه بداخلها.. عندما رأتني أنظر إليها.. مسحت دموعها وأخذت تقول لنفسها.. قذىً بعينك أم بالعين عوار ... أم ذرفت إذ خلت من أهلها الدار ؟ كأن دمعي لذكراه إذا خطرت ... فيضٌ يسيل على الخدين مدرار عندها أيقنت أن ما حكاه صوت بكائها كان حقيقة.. قد تفطر قلبي عليها.. اقتربت منها أكثر..وأمسكت بيدها.. فإذا بيدها ترتجف.. سألتها: لماذا تبكين .. ولماذا يداك ترتجف هكذا؟؟ أمسكت بيدي بقوه.. وقالت: تبكي خناس هي العبرى و قد ولهت ... و دونه من جديد الترب أستار تبكي خناس فما تنفك ما عمرت ........ لها عليه رنينٌ و هي مفتار تبكي خناس على صخرٍ و حق لها ... إذ رابها الدهر إن الدهر ضرار
كان صدى صوتها يرن في أذني .. عرفت حينها أني فتحت جرحا قد حاولت قفله حينما رأتني.. لاكن لازال حب الفضول يداهمني.."فأنا متعطشه لسماع قصتها ..قصة صخر" سألتها لماذا تبكين على صخر..وأين هو؟؟ قالت:
لا بد من ميتةٍ في صرفها عبرٌ ... و الدهر في صرفه حولٌ و أطوار
الدموع تسيل من عينيها بغزاره..رأيت لهيب الدمع كيف يحرق خدها... ولاكن سألتها دون تردد:من هو صخر لم أسمع عنه قط؟؟ نظرت إلي وهي تحدق بعينيها.. ثم وقفت وقالت وبكل ثقة:
و إن صخراً لوالينا و سيدنا ... و إن صخراً إذا نشتو لنحار و إن صخراً لمقدامٌ إذا ركبوا ... و إن صخراً إذا جاعوا لعقار و إن صخراً لتأتم الهداة به ... كأنه علمٌ في رأسه نار
كم أعجبتني تلك الأبيات.. كانت تقولها وبكل فخر.. وقفت بجانبها ووضعت يدي على كتفها..نظرت إلي وشوقها لصخر كان يفيض من عينيها.. فأكملت قائله:
جلدٌ جميل المحيا كاملٌ ورعٌ ... و للحرب غداة الروع مسعار حمال ألويةٍ ، هباط أوديةٍ ... شهاد أنديةٍ ، للجيش جرار لم تره جارةٌ يمشي بساحتها ... لريبةٍ حين يخلي بيته الجار و لا تراه و ما في البيت يأكله ... لكنه بارزٌ بالصحن مهمار
سألتها:أليس لديك قريب.. لعله يرث تلك الصفات.. أقصد صفات صخر؟؟ ردت قائله:
قد كان خالصتي من كل ذي نسبٍ ... فقد أصيب فما للعيش أوطار
حينها لم أستطع امتلاك نفسي..ذرفت دموعي .. نظرت إلى دموعي.. فابتسمت..و أسترسلت قائله:
ليبكه مقترٌ أفنى حريبته ... دهرٌ و حالفه بؤسٌ و إقتار و رفقةٌ حار حاديهم بمهلكةٍ ... كأن ظلمتها في الطخية القار لا يمنع القوم إن سالوه خلعته ... و لا يجاوزه بالليل مرار
ما أعظم كلماتها..خرجت من قلبها الجريح..لتصف لنا ذلك الحب الذي تحمله بداخلها.. لن ولم أنساك مهما عشت باقي عمري.. فمنك تعلمت الكثير..أفتخر بك .. كما أني أحببت كلماتك كثيرا..
ولاكن يبقى السؤال:: أيوجد من يحمل تلك المشاعر في قلبه لأخيه؟؟ | |
|