منتدى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى


 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 من الخاطرات

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
نافلة وفاء

نافلة وفاء


عدد الرسائل : 38
جنسيتك : الجزائر
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 28/11/2008

من الخاطرات Empty
مُساهمةموضوع: من الخاطرات   من الخاطرات Emptyالجمعة مارس 06, 2009 5:51 pm

اليكم خاطرة * شريف عبد المنعم فهيم أحمد زيدان* وللامان منقولة


أحيانا يخطر لي أن أمسك القلم لأدون من خطرات عقلي و قلبي ما لم أتحدث به ، و لكن دوما أتردد بين الكتابة و الإحجام و لا ينتهي هذا التردد إلا بنبذ الفكرة كلها ، ربما كان هذا الإحجام خوفا من المواجهة : أن أواجه نفسي بأسرارها ، و ربما كان خوفا من العجز ، أن أعجز عن مصارحة نفسي بما أكره أن أراه فيها ، و ربما كان خوفا من النجاح نجاحي في أن أطرح من قلبي كل ما يعلق به و ما سيتبع هذا النجاح .

و لن أعجب من كل هذا الخوف ؛ فما أمسكت القلم إلا لأتحدث عنه ، ذلك الرفيق الوفي الذي يتمسك برفقتي و لا يود فراقي .

بين يدي ذلك الرفيق أجد دنياي ، أجد في نفسي ما لم يعرفه أحد بل ما لم أعرفه أنا ، و لكن هل أجد بين يديه غير ليال قصار تمنيت فيها ألا أسمع أذان الفجر أو صياح الديكة تعلن بداية يوم جديد خوفا من غدٍ تتداعى فيه مزيد من أحلامي و آمالي ، أم كانت ليال طوال تمنيت فيها رؤية نور الصباح خوفا من أمس تداعت فيه تلك الأحلام ، و هل وجدت بين يدي ذلك الرفيق إلا أناس أحبهم يمنعني عنهم خوفي رفضهم لي و أناس لا أحبهم منعني عنهم خوفي منهم .

و لا أخشى غير أن أجد بين يديه أصدقائي , و لكن من هم أصدقائي و هو الصديق الوحيد ، فليكن رفاقي ، زملائي و هل وجدت بين يديه غير أحاديث هؤلاء عن غائب أكبر ما أخشاه أن أكون هو ، و لن يكون هذا الخوف أكبر من خوفي معرفة كنه هذا الحديث ، فلست من الفضل بمكان ليدور عني حديث مدح في مجلس لست أحد حاضريه .

و هل وجدت بين يديه إلا أسرتي , و لكن كيف أجدها و هل أخاف منها أم أخاف عليها أم منها تعلمت الخوف و اتخذته رفيقا .

الخوف ... ماذا جنيت من هذا الرفيق غير الألم ، الألم من كل ما رأيته بين يديه ، الألم من رؤيته صديقي الوحيد .

يجب أن أتخلى عن هذا الرفيق أن أطرحه من قلبي ، أن أهرب منه ، و لعله قد قنع بما أفسد علي من حياتي ، أو قد يشفق على رفيقه الوفي الذي ما فارقه قط أيامه و لياليه ، في حزنه و فرحه ، أو قد يشغل عني بغيري ، لعله يجد في قارئ هذه الكلمات رفيقا خيرا مني , و ليتني أهتدي لرفيق خير منه ، لا شك أن أي رفيق سيكون خيرا منه .

لكن من ذاك يرضى بصحبتي ؟ و أنا الملول نادرا ما أرضى أو لا أرضى ، و أنا الغضوب نادرا ما أهدأ أو لا أهدأ ، لذا لا أومن أن الحب سيجد لي قرينا كما وجد لكثيرين و ربط بين قلوبهم بوشائجه بل لا أومن بأن الحب جمع بين القلوب و ربط بين أولئك و هؤلاء ، إنما الخوف ، حقا هو الخوف جمع بين الأفئدة ، الخوف من أن ينسى الناس اسمك فتقرنه بآخر ، الخوف من أن تتخلف عن الآخرين يدفعك أن تتشبث بأحدهم ، الخوف من خوض غمار الحياة بمفردك يدفعك لتبحث عن رفيق بدعوى الحب .



أتراني الآن سعيدا بعد أن وجدت ظلال الخوف تظل الجميع ؟

أتراني سعيدا برفقة أولئك في إيواء هذا الضيف الثقيل ؟

أم ترانا حللنا بأرض لا تشرق عليها شمس الأمن ؟



جرى قلمي على الورق مخلفا وراءه من الكلمات ما لم أتحدث به إلى صديق أو حبيب بل ما لم أتحدث به إلى نفسي ، و مع هذا أجده ممسكا بزمام فكري مالكا ناصية فؤادي مقتحما علي أحلامي لا أهرب منه إلا إليه . فوجدت نفسي أمسك القلم لأقيده بالكلمات على الأوراق و بين الأسطر و الصفحات ، قد أتخلص منه .

أتراني نجحت في الهرب منه ؟ أم أني هربت منه إليه ؟

أرى أني لم أصاحب في هربي إلا الخوف و كأني به يحدثني : ألا ابحث ، ابحث عن ذلك الحبيب ، الصديق ، الرفيق الذي تشعر بين أحضانه بدفء الأمن ، ابحث و لن تجد بين أحضانك سواي .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
من الخاطرات
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى :: واحة الشعر والأدب :: النثر والخواطر-
انتقل الى: